Close Menu
الساعة الآن 04:13 AM

منتديات ياكويت.

للتسجيل إضغط هنا

أدوات الموضوع
إضافة رد

الجوري 75

:: عضو متقدم ::

ورقة علمية بعنوان الدور التربوي للمدرسة في رعاية الطلبة الفائقين

ورقة علمية بعنوان


الـدور التربوي للمدرسـة في رعايـة الطلبة الفائقين


إعداد
الدكتورة/ أنيسة قنديل
مايو- 2009

ملخص البحث
تهتم الدول المتقدمة في الوقت الحالي اهتماماً بالغاً برعاية أبنائها الفائقين عقلياً ، و تعمل على استثمار إمكاناتهم على أوسع نطاق خدمة لمجتمعهم اقتصادياً، واجتماعياً، وتكنولوجياً، وقد اتجهت الدول النامية إلى تبني هذا المنحى أيضاً، حيث تنامى لديها الاهتمام بتربية الفائقين من أبنائها.
وإن كان هناك اتجاه إنساني وتربوي إلى الاهتمام بفئة المتخلفين عقلياً ومنخفضي التحصيل من الطلبة، فإنه بات من الضروري أيضاً الاهتمام بفئة الفائقين منهم.
ولقد هدف البحث الحالي إلى تعريف التفوق الدراسي، وكيفية تحديد الطالب الفائق دراسياً للاهتمام به، ثم تطرق البحث لتحديد دور كل من مدير المدرسة والمعلم والمرشد والمشرف التربوي في رعاية الطلبة الفائقين بالمدرسة، وقد اختارت الباحثة نموذجين مختلفين يمثل كل منهما فلسفة مختلفة لرعاية الطلبة الفائقين بالمدرسة.


Abstract


Recently, the modern countries pay more attention to its brilliant students. These countries try to make good use of their capacities to serve their societies economically, socially and technologically. There is a humanitarian and educational inclination to pay more attention to those who have low achievement, in their studies, meanwhile, it is very important to take care of the brilliant ones. This paper aimed to identify the brilliance and how to diagnose the brilliant students to take care of them.
The research also clarify the roles of the head teacher, the teachers, the social counsellor and the supervisor in while they should do with these toppers . It also represents two different patterns of taking care of the brilliant students, each represents a different philosophy.

مقدمة:
إن الاهتمام بالفائقين قديم قدم الإنسان، فقد توالت جهود الشعوب منذ القدم في رعاية الفائقين، حيث وضع الإسلام أول لبنات الاهتمام بالفائقين، قال تعالى: في محكم تنزيله {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ}(1). وقد تميز المسلمون في هذا المجال بداية من الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- وعنايته الدقيقة الفائقة لعموم المسلمين والمتميزين منهم بشكل خاص كأسامة بن زيد في القيادة وعبد الله بن عباس في الفقه وخالد بن الوليد في الشجاعة وحسان بن ثابت في الشعر وغيرهم. وتاريخ الحضارة الإسلامية شاهد على ذلك بعلماء المسلمين المميزين في مجالات شتى وجماعاتهم المتميزة على مستوى العالم في وقتها.

وتهتم الدول المتقدمة في الوقت الحالي اهتماماً بالغاً برعاية أبنائها الفائقين ، و تعمل على استثمار إمكاناتهم على أوسع نطاق خدمة لمجتمعهم اقتصادياً، واجتماعياً، وتكنولوجياً، وقد اتجهت الدول النامية إلى تبني هذا المنحى أيضاً، حيث تنامى الاهتمام بتربية الفائقين من أبنائها.
وإن كان هناك اتجاه إنساني وتربوي إلى الاهتمام بفئة المتخلفين عقلياً ومنخفضي التحصيل من الطلبة، فإنه بات من الضروري أيضاً الاهتمام بفئة الفائقين منهم.

وفي خطوة تعد بالسابقة قررت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية هذا العام بالتنسيق مع المديريات الست في قطاع غزة تنظيم مسابقات منهجية للطلبة الفائقين دراسياً من الصف الخامس الأساسي وحتى الصف الحادي عشر الأساسي بفرعيه في مباحث مختلفة: ( التربية الإسلامية - اللغة العربية- اللغة الانجليزية- علوم عامة- علوم اجتماعية- رياضيات- تكنولوجيا). (2) كما طالبت المشرفين في كافة المديريات بإعداد مواد إثرائية في المباحث آنفة الذكر، وتوزيعها على المدارس لتدريب الطلبة الفائقين عليها من قبل معلمين متميزين في المدارس يتم اختيارهم من قبل مديري المدارس المختلفة.
وانطلاقاً من حرص وزارة التربية والتعليم العالي على الارتقاء بمستوى أداء الطلبة الفائقين دراسياً ، واهتمامها بتلك الفئة هذا العام ، ومشاركة الباحثة في إعداد المواد الإثرائية و اختبار أوائل الطلبة للصف التاسع الأساسي في مبحث اللغة العربية والإشراف على تصحيح الاختبارات التي تم عقدها للصفين التاسع والحادي عشر بفرعيه وما لاحظته الباحثة من وجود تدنٍ واضح في مستوى أداء الطلبة المشاركين ، وكثرة الحديث بالايجاب والسلب حول أهمية هذه الاختبارات وشكوى الكثير من مديري المدارس والمعلمين والطلبة منها، رأت الباحثة أن هذا الموضوع من الموضوعات المهمة ،التي اتجهت إليها أنظار المسؤولين والتربويين بالمدارس الحكومية في المديريات الست هذا العام.

وتهدف هذه الورقة العلمية إلى تعريف الفائقين دراسياً، وبيان كيفية التعرف عليهم من بين طلبة المدرسة وأهمية الاهتمام بهم، وتحديد دور كل من مدير المدرسة والمعلم والمشرف التربوي والمرشد التربوي في رعايتهم، ثم عرض نموذجين من نماذج رعاية المتفوقين ، نموذج ميكر Meeker و نموذج رنزولي Renzulli وهما يمثلان فلسفتين مختلفين لرعاية الفائقين فيؤكد النموذج الأول على بناء برامج ومناهج خاصة بالمتفوقين و مختلفة نوعيـاً عـن البرامج العادية بينما يؤكد النموذج الثاني على إمكانية الإفادة من المناهج العادية و تطويعها لتناسب قدرات الفائقين دونما حاجة لبناء برامج خاصة بهم .
تعريف التفوق الدراسي :
التفوق في اللغة :
فاق الشيء فوقاً وفواقاً: علاه
وفاق الرجل صاحبه: علاه وغلبه وفضله ، وفقت فلاناً أي صرت خيراً منه وأعلى وأشرف كأنك صرت فوقه في المرتبة، ومنه الشيء الفائق وهو الجيد الخالص في نوعه. (3)
تفوق على قومه: ترفع عليهم. (4)
التفوق الدراسي في الاصطلاح:
يستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى أولئك الطلبة ممن لديهم قدرات خاصة تؤهلهم للتفوق في مجالات معينة علمية أو أدبية وليس بالضرورة تميز هؤلاء الأفراد بمستوى مرتفع من حيث الذكاء بالنسبة لأقرانهم.
فالطلبة الفائقون هم: " الطلبة الذين يحصلون على تقدير ممتاز في جميع المواد الدراسية في الاختبارات الشهرية والفصلية ويحتاجون إلى رعاية خاصة وخدمات إرشادية مميزة للحفاظ على مستواهم الدراسي. (5)
بينما يعرف الحنبلي الفائق دراسياً بأنه : " كل طالب يثبت تقدماً ملحوظاً في التعلم بالمقارنة بزملائه في الدراسة، بحيث يكون تحصيله ضمن 5% العليا من توزيع الطلاب في الصف الدراسي نفسه" . (6)
وتعرف الباحثة الطلبة الفائقين دراسياً بأنهم : العناصر البارزة من الطلبة التي تتميز عن باقي الطلبة بالتقدم في المجال الدراسي بما لديهم من قدرات خاصة تساعدهم على التحصيل الدقيق السريع .
كيفية التعرف على الطلبة الفائقين :
اتفق علماء التربية على أنه من الضروري أن يتم التعرف على الطلبة الفائقين في مرحلة مبكرة من العمر كلما أمكن ذلك لأن هذا يتيح ما يلي:
أ-العناية بهم حتى يكتمل نضجهم .
ب-العمل على تحقيق التوافق الشخصي لهم سواء مع أقرانهم أو أولياء أمورهم .
ج- تغذيتهم بالمعلومات الإضافية التي من شأنها زيادة قدراتهم وإمكاناتهم.
د- علاج ما يعترض الطلبة الفائقين من مشكلات ومواجهتها في بدايتها ومساعدتهم على الاستمرار في التفوق والتقدم العلمي المنشود. ويمتاز الطالب المتفوق دراسياًً ببعض القدرات الخاصة في التعليم التي تميزه عن غيره من الطلبة في الأداء المدرسي وفيما يلي أهم هذه القدرات:
1- التفكير المتعمق في الفهم وإيجاد العلاقات بين المعلومات المعطاة.
2- التعرف على النماذج المختلفة الموجودة في البيئة، التي يعيش فيها وكذلك التعرف على الأنماط المختلفة من خلال خبراته وقراءاته.
3- استخدام مهارات التفكير العلمي.
4- التقويم الذاتي المستمر لأعماله وأفكاره وذلك لمحاولة توضيح أسباب القصور أو النجاح في أداء عمله.
5- التصرف تلقائياً من خلال التوجه الذاتي فالمبادأة في العمل وتوجيه الأسئلة و العمل باستقلالية من مظاهر هذه القدرة. ويمكن تحديد الطالب الفائق في المدرسة من بين الفئات الآتية:-
1- من الطلبة الحاصلين على أعلى الدرجات في امتحان العام الدراسي السابق .
2- الحاصلين على المراتب الأولى في المسابقات الدينية والثقافية والاجتماعية والرياضية والفنية على مستوى المدرسة أو المستويات الأعلى.
3-الموهوبين ذوي القدرات الخاصة في الأنشطة التربوية المختلفة (مثل المتميزين في النشاط الإذاعي -التمثيل -الموسيقى- البحث العلمي -الفنون الأدبية ) 0 ويمكن الإشارة إلى عدد من الأنشطة التي تبرز ميول الموهوبين مثل النشاط الديني ، حفظ القرآن الكريم ، البحوث والمقالات الدينية والثقافية والعلمية ، المسرحيات ، الكشافة ، المعسكرات ، المناظرات. (7)
أهمية الاهتمام بالفائقين:
1- اتفق علماء التربية على أنه يجب أن يتم اكتشاف الطالب الفائق دراسياً في سن مبكرة حتى يكتمل نمو قدراته ويتم توافقه الشخصي ، وأن الطالب ذو الذكاء العالي في حاجة إلى منهاج إضافي مناسب في مرحلة الحضانة والمرحلة الأساسية الدنيا حيث أثبتت الدراسات أن المشكلات الشخصية للطالب الفائق ترجع إلى طفولته الأولى.
2- إن العناية بالطالب الفائق دراسياً في مدارسنا يمثل جانباً هاماً من الجوانب التي تسهم كثيراً في تحقيق أهداف مجتمعنا في تنشئة جيل من العلماء قادرٍ على الوفاء بها .
3- إن العلماء والمفكرين والفلاسفة إنما هم نماذج لطلاب فائقين، كما أن الطلبة الفائقين لهم أثر شخصي عميق على شعوبهم وبالتالي فإن العناية بهؤلاء الفائقين يعد عناية ثروة بشرية يمكن أن تكون ذات أثر فعال في بناء المجتمع.
4- إن المسئولية المدرسية بالدرجة الأولى هي التعرف على قدرات أبنائها والعمل على تطويرها من بداية التحاقهم بها والتي تعد من الأهداف التربوية الأساسية. (8)
وانطلاقاً من مسؤولية المدرسة ودورها المهم في رعاية الطلبة الفائقين ستبين الباحثة فيما يلي دور كل من مدير المدرسة والمعلم والمرشد التربوي والمشرف التربوي في رعاية الطلبة الفائقين.
أولاً: دور مدير المدرسة في رعاية الطلبة الفائقين بالمدرسة:
المدرسة هي : تلك المؤسسة التربوية التي تمثل جوهر الإدارة التعليمية، والمثال الواضح لمجموعة عمل متكامل، تتضافر في إتمامه جهود فريق من العاملين ، وهي في حقيقتها نموذج لتكامل الخبرة التربوية إدارية كانت أم فنية، وهذه الجهود متمثلة في مدير المدرسة ووكيلها أو وكلائها هؤلاء يمثلون دعامة رئيسة في العمل المدرسي ثم المعلمون وهم حجر الزاوية في العملية التعليمية وعصب الحياة فيها... إن الإدارة المدرسية لم تعد مجرد تسيير شئون المدرسة سيراً روتينياً ولم يعد هدف المدير المحافظة على النظام في المدرسة والتأكد من سير العمل ... بل أصبح محور العمل في هذه الإدارة يدور حول الطالب وحول توفير كل الظروف والإمكانات التي تساعد على توجيه نموه العقلي والبدني والروحي.(9) ودور مدير المدرسة متعاظم في العملية التعليمية والتربوية بصورة عامة . وانطلاقاً من هذا المفهوم كان لابدّ من الإسهام بشكل فعّال في رعاية الطلبة الفائقين وتنمية مواهبهم وتوجيهها التوجيه السليم.
ويمكن تلخيص الدور الذي يمكن لمدير المدرسة أن يؤديه في هذا المجال فيما يلي:
1- تشكيل لجنة من المعلمين المتميزين بالمدرسة لرعاية الطلبة الفائقين ومتابعة أعمالها.
2- وضع خطة لرعاية الطلبة الفائقين وتدارسها مع المعلمين في لجنة رعاية الفائقين ووضعها موضع التنفيذ خلال العام الدراسي ومتابعتها بدقة وعناية .
3- تنمية النمو المعرفي لدى العاملين بالمدرسة بسمات وخصائص الطلبة الفائقين وحاجاتهم التعليمية والنفسية وذلك من خلال عقد عدد من الأيام الدراسية وورش العمل .
- وضع خطة للتعرف المبكر على الطلبة الفائقين بالمدرسة والمحولين إليها وتعريف المدارس الأخرى بالطلبة الفائقين المنقولين إليها من المدرسة.
5- تشجيع المعلمين على الإبداع وتنويع طرق التدريس لتنمية قدرات الطلبة الفائقين وتلبية حاجاتهم التعليمية والاهتمام بمهارات التفكير العليا.
6- نقل الخبرات المتميزة بين المعلمين في مجال تدريس الفائقين.
7- الاستفادة من خبرات المشرفين التربويين لنقل الخبرات التربوية من المدارس المتميزة في مجال رعاية الفائقين .
8- الاهتمام بتنمية دافع حب الاستطلاع لدى الفائقين بتشجيعهم على البحث و التنقيب في بتكليفهم ببعض البحوث الصغيرة وفق قدراتهم.
9- تسخير مكتبة المدرسة لهم و دفعهم و تشجيعهم لارتياد المكتبات العامة لخدمة أغراضهم العلمية مع تقديم الحوافز المعنوية و المادية الممكنة.
10- تهيئة المختبرات العلمية و المعامل وغيرها لإجراء التجارب العلمية و إتاحة الفرصة لهم لاستغلال و استخدام قدراتهم الابتكارية و تنميتها ايجابيا.ً
فرص للقيادة و الريادة في المناسبات التربوية المختلفة كالإشراف على 11- إتاحة مثل (الندوات و الحفلات و المسابقات الثقافية) و توجيههم لمزاولة النشاط مختلف أنواع النشاط المدرسي وفق رغباتهم و ميولهم.
12- تقديم برامج الرعاية النفسية والإرشاد النفسي للطالب الفائق ولأسرته.
13- عرض نتاجات الطلبة الفائقين خلال الاحتفالات المدرسية والمعارض الخاصة.
14- التكريم المادي للطالب نفسه والتكريم المعنوي لأسرة الطالب الفائق.
15- تفعيل دور الإعلام التربوي بالمدرسة ، وإصدار نشرة دوريّة تربوية في المدرسة للطلبة الفائقين وأخبارهم ومنجزاتهم على مستوى المدرسة والإدارة التعليمية. (10)
ثانياً: دور المعلم في رعاية الطلبة الفائقين بالمدرسة:
يشكل المعلم العضو الهام والفاعل في العملية التعليمية بشكل عام وفي تعليم الطلبة الفائقين بشكل خاص. فالبرامج والمناهج المتعددة وطرق التدريس المتنوعة لا ترقى إلى المستوى المطلوب إلا بوجود معلمين لديهم من السمات والخصائص الملائمة لمقابلة متطلبات تلك البرامج والمناهج المقررة. إن ما يتميز به الطالب الفائق دراسياً من خصائص وصفات لها ما يقابلها من متطلبات وطرق تدريس ووسائل تعليمية مناسبة. فالمعلم يقع على عاتقه العبء الأكبر والمهم لمقابلة حاجات الفائقين بما يوافقها ويتلاءم معها من طرق تدريس ومناهج وأساليب تعليمية مناسبة.
1- التحديد الواضح للأهداف والطرق التدريسية والوسائل التعليمية الملائمة.
2- التحديد الدقيق للمهارات والقدرات العقلية التي ينبغي استخدامها وإتقانها, وتحديد النشاطات والتدريبات بشكل تفصيلي, وعدم الاكتفاء بمحتوى الدرس, أو البيانات والمعلومات الواردة في الدرس, واستخدام التدريبات المناسبة لتنمية مهارات التفكير بمختلف أنواعه. والابتعاد عن عملية التلقين أو الاعتماد على أسلوب الحفظ للمعلومات والحقائق المتضمنة في المناهج الدراسية.
3- الاهتمام بمختلف عمليات التفكير العليا فمسؤولية المعلم تتعدى المنهج الدراسي ومحتواه العادي إلى التركيز على العمليات العقلية من التحليل والتركيب والاستدلال والتفكير الإبداعي والناقد.
4- الاهتمام بتطوير نوعية التفكير ووضع الخطط والاستراتيجيات لتعلم التفكير.
5- التنويع في طرق وأساليب التدريس بحيث يتناسب مع مختلف شرائح الفائقين مرتفعي التحصيل الدراسي.
6- الاهتمام بتشجيع النشاطات المستقلة والتي تعتمد على الاكتشاف الذاتي, وإعطاء الطالب الحرية للكشف عن قدراته والتعرف على أنواع التفكير لديه, ويمكن تكليف الطالب بالقيام بمشروعات صغيرة مما يمكنه من التعرف على قدراته ومهاراته.
7- التعمق الرأسي في المادة العلمية وتحليلها والتوصل إلى معلومات دقيقة بالإضافة إلى التوسع الأفقي في المادة العلمية وربطها بمختلف المواد الدراسية.
8- التنويع في أساليب التقويم , فلا يعتمد على الاختبارات التقليدية ويجعلها كمحك لتحديد نقاط القوة والضعف للطالب, لأن التنويع في أساليب التقويم من تغذية راجعة إلى أسئلة مفـتوحـة إلى مواقـف غير مكـتملة ومحيرة وغامـضة يمكننا من اكتشاف عدد من القدرات الإبداعية والقدرات التحليلية المنطقية لدى الطالب.
9- التعرف على ميول الطلبة وتقديرها وحثهم على الاستغلال الأمثل لتنمية قدراتهم ومواهبهم .
10- إعطاء فرصة للطلبة للاكتشاف والاستطلاع العملي التطبيقي داخل الفصل الدراسي وخارجه مما يؤدي إلى كسر حاجز الرهبة والخوف لديهم. ويدفعهم إلى مزيد من الإطلاع والتعلم.
11- السعي دائماً للالتحاق بالعديد من الدورات وورش العمل داخل المدرسة وخارجها لمواكبة التطور في تعليم الفائقين, والوصول إلى أفضل الطرق الحديثة في التعليم وذلك لتلبية احتياجاتهم ومقابلة متطلباتهم الذهنية والنفسية والاجتماعية. (11)

ثالثاً: دور المرشد التربوي في رعاية الطلبة الفائقين:
1- حصر الطلبة الفائقين وتسجيلهم في السجل الخاص لمتابعتهم ورعايتهم .
2- التنسيق مع المعلمين لرعاية هؤلاء الطلبة وصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم للاستمرار في التفوق من خلال تنوع الخبرات وإثراء التجارب وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في جوانب النشاط المختلفة وفقا لميولهم ورغباتهم.
3- منحهم الحوافز المادية والمعنوية وشهادات التفوق وتسجيل أسمائهم في لوحة الشرف في كل فصل دراسي وإعلان أسمائهم في الإذاعة المدرسية.
4- تهنئة أولياء أمورهم وإقامة الحفلات لتكريمهم وإعداد الزيارات التشجيعية لهم.
5- تسخير كافة الإمكانيات المتاحة لهم داخل المدرسة من مكتبات ومختبرات وغيرها.
6- القيام بزيارات لبعض المؤسسات التعليمية والمكتبات ومراكز البحوث وغيرها. (12)

رابعاً: دور المشرف التربوي في رعاية الطلبة الفائقين:
يعتبر تحسين الناتج التعليمي وتقديم الخبرات المناسبة للمعلمين والعمل على تهيئة الإمكانات والظروف المناسبة للتدريس الإبداعي الذي يؤدي إلى نمو الطلبة فكرياً وعلمياً واجتماعياً من أهم واجبات المشرف التربوي . وهناك عدد من الأدوار للمشرف التربوي في مجال رعاية الفائقين بالمدرسة:
1- الإلمام ببعض النظريات والنماذج الخاصة بالطلبة الفائقين مثل تصنيف بلوم للأهداف ونموذج جيلفورد للبناء العقلي، ونموذج رنزولي الإنمائي .
2-توعية المعلمين باحتياجات الفائقين النفسية والاجتماعية.
3-توعية المعلمين بأساليب اكتشاف الفائقين من خلال خصائصهم وسماتهم.
3- التعرف على خصائص الفائقين من معلمين ومعلمات وطلبة واحتياجاتهم.
4- تشجيع المعلمين على التعرف إلى النظريات التربوية في رعاية الفائقين
5- التعرف على أسماء المعلمين الفائقين وأصحاب القدرات المتميزة في مجال تدريس الفائقين وإبرازهم في مناسبات التكريم وإعطائهم الأولوية في مجال الترشيح للدراسات العليا والمهام الإشرافية.
6- تطوير طرق التدريس بما يلائم قدرات الفائقين و يحقق المستويات المعرفية العليا.
7- تصميم برامج لتنمية التفكير الابتكاري والنقدي والعصف الذهني والتعليم الاستكشافي من خلال المقررات المدرسية.
8- إقامة ورش تدريبية للمعلمين في مجال طرق تدريس الفائقين وتدريبهم على تصميم نماذج إثرائية لتدريسها.
9-تشكيل لجنة لرعاية الفائقين بالمدرسة وتفعيل دورها والاطلاع على منجزاتها في مجال تخصصه.
10- نقل التجارب المتميزة في مجال رعاية الفائقين من وإلى المدرسة.
11- تصميم برامج إثرائية لمحتوى المباحث المقررة بما يوافق قدرات الفائقين .
12- تضمين خطة زيارة المشرف متابعة وتقويم المدرسة ومدى اهتمامها برعاية الطلبة الفائقين.
13- تحفيز همم المعلمين على تزويد بيئة الفصل بالوسائل والتقنيات التي تتيح للفائقين تعلم أفضل. (13)
أمثلة و نماذج لبناء برامج الفائقين في المدارس:
عرضت الكتب والدراسات التربوية نماذج متعددة لبرامج الفائقين ولقد اختارت الباحثة منها نموذجين : نموذج ميكر Meeker و نموذج رنزولي Renzulli وهما يمثلان فلسفتين مختلفين لرعاية الفائقين فيؤكد النموذج الأول على بناء برامج و مناهج خاصة بالمتفوقين و مختلفة نوعيـاً عـن البرامج العادية بينما يؤكد النموذج الثاني على إمكانية الإفادة من المناهج العادية و تطويعها لتناسب قدرات الفائقين دونما حاجة لبناء برامج خاصة بهم . (14)
أولاً: نموذج ميكر Meeker
ينطلق نموذج ميكر من الفكرة التي تنادي بوجوب بناء برامج خاصة بالفائقين تختلف عن برامج العاديين من حيث المحتوى ، والعمليات والنتائج و بيئة التعليم فيما يلي عرض لهذه العناصر.
1- المحتوى :
يجب أن يؤكد على التجريد التركيب - التنوع – التنظيم - الاقتصاد - و دراسة العنصر البشري و المناهج و الأساليب العلمية.
2- العمليات :
يجـب أن يتمحـور المنهـج حـول المستويات العليا من التفكير كالتحليل و التركيب و التقييم بالإضافة إلى تشجيع التفكير التباعدي بدلاً من التفكير التقاربي كما يجب أن يؤكد على التعليم بالاستكشاف ، حيث تتاح للمتفوقين الفرصة لاكتشاف المبادئ و الأسس التي تجمع بين الأمور المختلفة و في هذا المجال يجب أن يطلب مـن التلميـذ أن يعـرض للكيفية والأساليب التي أستخدمها للوصول إلى النتائج بدلاً من عرض النتيجة فقط و على المنهج أن يوفر درجة من الحرية لاختيار الطالب الفائق سواء في الموضوع أو الطريقة و من هنا يتضح ضرورة التنوع في مصادر العلم كالدراسات الحلقية و البحوث و غيرها، كما يوفر المنهج المهارات الاجتماعية و ذلك لتكفل درجة من التفوق الاجتماعي.
3- النتائج :
بعد أن يتم التعديل في محتوى و عمليات المنهج بالشكل الذي سبق ذكره لابد أن تتوقع نتائج تختلف نوعياً عما نتوقعه في المناهج العادية فنتوقع في هذه الحالة أن يتمكن الطالب من التعامل مع المشكلات الحقيقية للمجتمع و أن يستفاد من حلول هذه المشكلات على نطاق المجتمـع ككـل بعبارة أخرى يجب أن لا تكون نتائج أعمال الفائقين تلخيصاً لأعمال الآخرين بل أعمالا تتصف بالجدة و الأصالة تنعكس فيها شخصيته و قدراته و إمكاناته العالية.
4- مناخ التعلم :
يعتبر مناخ التعليم أساسياً لدافعية الطالب الفائق و استثارة ميوله و لذلك يجب أن يتوفر مناخ يكفل مستوى عالياً من الفعالية و الاستفادة من المنهج بشكل كبير.
و يتمثل مناخ التعلم في الأمور التالية:
1- أن يتمركز التعلم حول الطالب و ليس المعلم و بذلك فهي تركز على ما لدى الطالب من اهتمامات و ميول و أن يكون الطالب إيجابياً في العملية التعليمية.
2- الاستقلالية وهي يتمثل في مشاركة الطالب في القرارات الأكاديمية و الاجتماعية 0
3- المناخ المفتوح إذ يجب أن يتميز المناخ النفسي و المادي بالمرونة بحيث يسمح للمستجدات المادية و الفكرية بالاندماج مع تلك الموجودة أصلاً و يضفي هذا الأمر درجة من الدينامية لبيئة التعلم و يخلصها من الجمود.

ثانياً : نموذج رنزولي Renzulli (نموذج الإثراء الثلاثي):
يعتمد هذا النموذج على استخدام المناهج العادية في رعاية الفائقين بشرط أن تتوفر لها شروط خاصة تنظم عملية التعلم وفق هذا النموذج في ثلاث مراحل أساسية معتمداً على افتراضين أساسيين هما: اهتمامات الطالب، و متى و أين يقدم الإثراء والمراحل الثلاثة هي:-
1- مرحلة الأنشطة الاستكشافية العامة:
في هذه المرحلة يتعرض جميع الطلبة لمجموعة من الأنشطة العامة غير المقيدة و يحاولون من خلال استكشاف ميولهم و اختيار موضوعات الدراسة تبعاً لتلك الميول و لذلك يمكن القول أن أهم ما يميز هذه المرحلة هي بلورة ميول الطالب كما سيتولد عنها بعد ذلك من أثر دافعي على أداء التلميذ 0
2- مرحلة النشاط التدريبي للجماعة:
يتم في هذه المرحلة تدريب الجماعة على تنمية مهارات التفكير لديهم كالملاحظة و لا تحليل التصنيف من خلال الأنشطة التي اتفقت مع ميولهم في المرحلة الأولى ، حيث تعتبر هذه المهارات أدوات لازمة و ضرورية للتعامل مع محتوى المجالات التي تم اختيارها.

3- مرحلة تناول المشكلات الحقيقية :
هي المرحلة الثالثة يتعامل فيها الطلبة كأفراد أو جماعات مع المشكلات الحقيقية باستخدام المهارات التي اكتسبوها في المرحلة السابقة فيبدأ الطلبة تحديد المشكلة و جمع الحقائق حولها و عرض ما يتوصلون إليها من نتائج و تنتهي العملية بكتابة تقرير حوله.
ويتصف نموذج الإثراء الثلاثي بدرجة من المرونة إذ يتيح فرصة التعلم لجميع الطلبة من جهة كما يتيح للفائقين فرصة البروز من خلال تقديم أعمال تختلف نوعياً عن أعمال أقرانهم من جهة أخرى يتحاشى هذا النموذج جملة من الانتقادات الموجهة إلى البرامج الخاصة بالفائقين.(15)
التوصيات: في ضوء ما سبق توصي الباحثة بما يلي:
1- الطلبة الفائقون هم طليعة الكوادر البشرية التي يجب على المجتمع أن تتكاتف كل روافده للعناية بهم بصورة ترفع من فرص لحاق الوطن بركب التطور والتقدم، ولا يتأتى ذلك إلا بتعاون وتضافر جهود جميع العاملين في المجال التربوي ، لاحتضان هذه الفئة المنسية من الطلبة في مدارسنا لتحقيق مبدأ العدالة في تقديم الخدمات التعليمية لجميع الطلبة دون التركيز على الطلبة الضعاف فقط.
2- تحديد الطلبة الفائقين ومهارات التفوق لديهم لتنميتها من خلال الحصص الدراسية .
3- مد جسور التعاون بين البيت والمدرسة لتنسيق أوجه الرعاية وجعل الطالب الفائق قدوة لزملائه لإثارة طاقاتهم ومواهبهم.
4- تعزيز الجوانب الإبداعية لدى الطلبة المتفوقين بما يثري معارفهم ويصقل قدراتهم وينمي مهاراتهم المعرفية في مجال دراستهم.
5- وضع خطة لرعاية الطلبة الفائقين وتدارسها مع المعلمين في لجنة رعاية الفائقين ووضعها موضع التنفيذ خلال العام الدراسي ومتابعتها بدقة وعناية.
6- تشكيل لجنة من المعلمين المتميزين بالمدرسة من قبل مدير المدرسة لرعاية الطلبة الفائقين ومتابعة أعمالها.
7- تصميم برامج إثرائية لمحتوى المباحث المقررة بما يوافق قدرات الفائقين .
8- إقامة ورش تدريبية للمعلمين في مجال طرق تدريس الفائقين وتدريبهم على تصميم نماذج إثرائية لتدريسها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المراجع:
(1) القرآن الكريم ، سورة البقرة : 269.
(2) السلطة الوطنية الفلسطينية ،وزارة التربية والتعليم العالي، مواد إثرائية لمسابقة أوائل الطلبة ، رقم:م ت غ .غ -20 بتاريخ 23-2- 2009.
(3) ابن منظور ( 1990). لسان العرب، ط1، ج 10، بيروت: دار الفكر للطباعة والنشر،ص 316
(4) المنجد في اللغة والأعلام(1986). ط20، بيروت: دار المشرق، ص 599.
(5) المتأخرين دراسياً والمتفوقين دراسياً، http://www.almualem.net/saboora/showthread.ph
(6) الحنبلي، حمدي رشيد (1989). المتفوقون دراسياً والمتفوقون عقلياًَ بالمدارس الثانوية بالكويت ، الكويت: سلسلة الرسائل الجامعية،ص 23.
(7) شبانة، فيصل أنور ، الدور التربوي في رعاية المتفوقين، أكاديمية الأبحاث العلمية.
www.memar.net/vb/showthread.php
(8) المرجع السابق، www.memar.net/vb/showthread.php
(9) محمد جاسم محمد، (2008). سيكولوجية الادارة التعليمية والمدرسية وآفاق التطوير العام، عمان: دار الثقافة، ص22.
(10) دور البيئة المدرسية وأثرها في رعاية المتفوقين، www.afifedu.gov.sa/attachment.php
(11) نورة السلمان، خصائص معلم الطلبة المتفوقين والموهوبين، faculty.ksu.edu.sa
(12) بكري، عبد الله ( 1430). المهام الإجرائية لعمل المرشد الطلابي، ورقة عمل مقدمة من إدارة التوجيه والإرشاد بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة جازان في لقاء مديري رؤساء وأقسام التوجيه والإرشاد بتبوك من 22- 24 /4/1430.
(13) دور المشرف التربوي في رعاية المتفوقين، http://www.moeforum.net/vb1/attachme
(14) www.4uarab.com/vb/showthread.php?t=49227 -
- المتفوقون تعريفهم - رعايتهم - برامجهم و إعداد مدرسيهم - مجلة دراسات تربوية - المجلد الخامس ( ج 24 ) القاهرة - عالم الكتب 1990 ، ص ص 129 – 132.
(15) سليمان ،عبد الرحمن سيد(1996).تربية غير العاديين و تعليمهم ، القاهرة: كلية التربية جامعة عين شمس – القاهرة، ص ص 72 – 73 0
لمزيد من الاطلاع يرجى الرجوع إلى:
- الحروب، أنيس(1999). نظريات وبرامج في تربية المتميزين والموهوبين،عمان: دار الشرق،ص ص117-136،ص ص206-215.

ديـــــمــه

:: عضو مميز ::

#2
إضافة رد


يشاهدون الموضوع : 1 ( عضو0 زائر 1)
 

الانتقال السريع