Close Menu
الساعة الآن 11:01 AM

منتديات ياكويت.

للتسجيل إضغط هنا

أدوات الموضوع
إضافة رد

Anwar

:: منسق إداري ::

ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم

الحمد لله الذي علم الإنسان بالقلم وعلمه ما لم يكن يعلم ، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على معلم الثقلين الإنس والجآن.
أما بعد

فإن للعملية التربوية محاور أساسية ترتكز عليها وتكتمل بها ويبقى المحور الأهم بينها المعلم الذي تدور حوله الأسس ويتوقف نجاحها عليه .
ولأن للمعلم هذا الدور العظيم والمؤثر جاء اهتمام وزارة التربية والتعليم بقيادة معالي وزيرها بتطويره والحرص على خطو كل خطوة تكفل له التقدم والنجاح في أداء رسالته .



فنحمد الله جلا وعلا أن قيّض لهذا الوطن من ولاة الأمر من جعل من التعليم غايته وسبيله لرقي شعبه وتطوير مقدّراته وما انتشار الجامعات والمعاهد والمدارس للبنين والبنات وفي وقت وجيز إلا تأكيدا على العزم في المضيّ قدما في سبيل تحقيق التنمية للمواطن وتوفير العيش الكريم له.

إن من المسلمات لدى العقلاء أن التربية تعد ضرورة اجتماعية وفرديّة ، فلا الفرد يستطيع أن يستغني عنها ولا المجتمع وكلما ارتقى الإنسان في سلم الحضارة كلما زادت حاجته إلى التربية التي أصبحت حقا من حقوق الإنسان ، لأنها عملية أساسية في تقدم الشعوب ونهضة الأمم .
لقد أصبحت المجتمعات المتقدمة على العموم والنامية على الخصوص تتجه إلى التربية لحل مشكلاتها وضمان استمرار تقدمها
إنني لا أبالغ إذا قلت : ما الحضارة العالمية التي يسعى إليها الجميع إلا سباق بين التربية والفوضى . ومن هنا كان الاهتمام بالتربية والتعليم لأنها مفتاح للتنمية البشرية التي تعد طاقة محركة للتنمية الشاملة المراد تحقيقها .
لم يكن انفراد التعليم بذلك طفرة جينية ولا بخبط عشواء وإنما كونه مهنة مقدسة نسبه المولى سبحانه وتعالى إلى ذاته العليا فقال تعالى .(( الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان )) فضلا عن اهتمام المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى قال إنما بعثت معلما) .

من هذا وذاك لا غرو أن يعد المعلم العنصر الأساسي في التربية والتعليم، إذ أن مهنته قاسم مشترك لعناصر العملية التربوية والأنظمة التعليمية وإن الاهتمام بإعداده وتدريبه وتنمية مهاراته السلوكية وغيرها أمر لابد منه. إن مهنة التعليم كغيرها من المهن التي تلتزم بأخلاقيات يؤمن بها أصحابها الذين يعتزون بها ويعملون بمقتضاها ويبذلون الوسع لترسيخها وتعميقها لدى المنتمين إليها منطلقين من إيمانهم بأهداف المهنه وأدورها التي تحقق طموحات المجتمع في التقدم والرقي .
لقد اختلفت المجتمعات في موقعها من المهن السائدة في المجتمع اليوم في ضوء فلسفتها الاجتماعية وأهدافها التي تجسد مبادئ المهن ، ومنها تحديد الموقف من مهنه التعليم وأخلاقيتها وقيمها وبحدود أخلاقيات مهنه التعليم فقد تبنى كل مجتمع قواعد ومعايير تعبر عن هذه الأخلاقيات وتوصيفها ، إلا أن المجتمعات الإسلامية فاقت من المجتمعات غيرها في تحديد قواعد ومعايير وأخلاقيات مهنة التعليم .
أن كلمة (مهنة ) كلمة ذات مدلول وصفي تشير إلى مجموعة من السمات الأساسية التي تتصف بها كثير من المهن مثل الطب والمحامة وتتطلب درجة عالية من المهارة القائمة على المعرفة المتخصصة وبالتالي يصح أن نقول المهنه عمل منظم يقنع به المسلم ويحاول أن ينهض من خلاله بمطالب وظيفة محددة يدفعه إلى ممارسة عمل خاص مقتنع به دينا وأدبا ومنهجا ينتهجه في حياته اليومية .
لذاكان لزاما وحتما مقضيا أن لهذه المهنة التعليمية التربوية أخلاقيات تجمل فيما اتفقت عليه الأديان السماوية مكونة الدرع الذي يقي الفرد والجماعات منا الوقوع في الرذيلة، ويحفظها من الانهيار ومهيأة لها في نفس الوقت التقدم الإنساني في جميع الميادين.

ومن هذا المنطلق فلا بد من وجود دستور أو ميثاق أخلاقي مهني يلتزم به أعضاؤه بتطبيقه في سلوكهم اليومي وما هذا الميثاق إلا مجموعة أصول وقواعد يقوم أعضاء المهنة على الالتزام بها حفاظا على مستوى المهنة رفعا لشأنها وقد نطلق عليها أحيانا أخلاقيات العمل أو أخلاقيات الوظيفة علما إن الأخلاق المهنية هي جزء من الأخلاق العامة ولكنها تتميز عنه بالتوجه نحو المهنة
وإذا كانت الأخلاق المهنية ضرورة لكل فرد يعمل في مهنه فإنها أكثر أهمية وضرورة لمن يعمل في مهنة التعليم وذلك بسبب خطورة هذه المهنة التي تهدف إلى بناء شخصية الإنسان بأبعادها كافة فضلا عن أهمية الدور الذي يلعبه المعلم في المؤسسة التربوية حيث تمتد آثار تربيته وتعليمه للطلبة إلى أجيال عديدة
ومن هنا جاءت فكرة (ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم أكثر يلتزم به الإنسان فكرا وسلوكا أمام الله ونحو نفسه والآخرين .وتترتب عليها واجبات وحقوق للأطراف المعنية وبذلك فإن الميثاق المهني للتعليم هو وثيقة عهد يلتزم بها المعلمون والعاملون في حقل التعليم ، ويضمن قواعد ومبادئ مهنية وأخلاقية للواجبات التي تصف السلوك المتوقع منهم عند إنجاز مهامهم التربوية والتعليمية داخل المدرسة وخارجها ويطبقونها بأمانة وإخلاص أمام الله سبحانه وتعالى ونحو أنفسهم ومهنتهم وطلبتهم وزملائهم وأولياء أمور طلبتهم ومجتمعهم .

بإزاء ذلك يعترف المجتمع بحقوقهم ويمكنهم مهنيا واجتماعيا واقتصاديا لأداء رسالتهم.

لذا نجد أن جهودا حثيثة غير قليلة إقليمية وعالمية بذلت في اعتماد مواثيق لمهنة التعليم فلا يزال يقبع في أذهاننا الدستور الذي وضعته ( اللجنة الوطنية للتربية والمعايير المهنة للمعلمين في أمريكا) منذ عام 1924م
أما في وطننا العربي فقد اعتمد مؤتمر وزراء التربية والتعليم العرب الذي عقد عام 1968م ميثاق المعلم العربي الذي تكون من (19) مادة مع تحديد قسم المهنه ، كما قمت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتقديم ( دستور أخلاقي لمهنة التعليم ) قدم إلى الحلقة الدراسية التي عقدت في مسقط عام 1979م أما مكتب التربية العربي لدول الخليج فقد اعتمد وثيقة بعنوان ( إعلان مكتب التربية العربي لدول الخليج لأخلاق مهنة التعليم ) عام 1985 م ، كما قامت أقطار عربية منفردة بإعداد مواثيق بشان الموضوع
هذا على العموم نسأل الله تعالى أن يوفق حكومتنا الرشيدة وولاة أمرنا إلى كل ما يحبه ويرضاه قولا وعملا إنه ولي ذلك والقادر عليه .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين..
سبحان الله وبحمده

بكاشه

:: ضيف شرف ::

#2
كلامك صح على صح الله يعطيك الف عافيه
إضافة رد


يشاهدون الموضوع : 1 ( عضو0 زائر 1)
 

الانتقال السريع