Close Menu
الساعة الآن 10:17 PM

منتديات ياكويت.

للتسجيل إضغط هنا

الابحاث وتطوير الذات تاريخ, جغرافيا, علم اجتماع, سياسة, اقتصاد واعمال, علم نفس, قانون

أدوات الموضوع
إضافة رد

جومانا

:: عضو ألماسي ::

قصص اطفال روعه

البستان الأزرق


كانتْ سمكةٌ صغيرةٌ، تعيشُ في نهرٍ جميل..‏


النهرُ الكريمُ، غذّاها بطعامِهِ، وربّاها بحنانِهِ، حتى صارتْ كبيرة.‏




السمكةُ لم تفارقِ النهرَ، ولم تعرفْ وطناً غيرَهُ. في مياهِهِ تسبحُ، وعلى أمواجِهِ ترقص، وفي أعماقه تغوص.‏

النهرُ يحضنها بين ضفتيهِ، كأنَّهُ أُمٌّ رؤوم.‏

عاشتِ السمكةُ، هانئةً سعيدة..‏



ذاتَ يوم.. قالت لها الضفدعة:‏


- صديقتي السمكة!‏

- ماذا تريدين؟‏

- هل شاهدْتِ الأزهار؟‏

- لا.‏

- هل تعرفينَ الأشجار؟‏

- لا.‏

- اصعدي إلى الشاطئ.‏

- لماذا؟‏

- سأُريكِ أشياءَ جميلة.‏

- أين؟‏

- في البستان.‏



قالت السمكة:‏

- أيكونُ البستانُ أجملَ من النهر؟!‏

- نعم.‏

- أنا لم أرَ أجملَ من النهر.‏

- وهل خرجْتِ منه مرَّةً؟‏

- لا.‏

- اخرجي، وشاهدي بعينيكِ.‏


قفزَتِ السمكةُ إلى الشاطئ..‏

وحينما صارتْ على الرمال، شعرَتْ باختناقٍ شديد..‏

أخذَتْ تتلوَّى، وتتقلَّب..‏

جمعَتْ قواها، وزلقَتْ إلى الماء.. وعندما احتضنها النهر، عادت إليها أنفاسُها، وآبَ إليها نشاطها، فبدأَتْ تغوصُ، وتقفزُ، فرحةً آمنة..‏

صاحتِ الضفدعةُ:‏

- لماذا رجعْتِ أيَّتُها السمكة؟!‏

- النهرُ وطني، ولن أتركه.‏

- اتركيه قليلاً، ثم تعودين إليه.‏

- لن أفعل.‏

- لماذا؟‏



- إذا تركْتُهُ فسوف أموت.‏

- لن تموتي.‏

- وما يدريكِ؟‏

قالت الضفدعة:‏

-أنا أعيشُ تارةً في الماء، وتارةً في البستان.‏

قالتِ السمكةُ:‏

-أنا ليس لي إلاّ وطنٌ واحد.‏



انصرفَتِ الضفدعةُ يائسةً..‏

وانطلقتِ السمكةُ، داخلَ النهرِ، ترقصُ وتغنِّي:‏

يا نهري يا وطني الغالي‏

يا أحلى كلِّ الأوطانِ‏

لا أبغي غيرَكَ لي وطناً‏

فالموجُ الأزرقُ بستاني‏

سارة

:: عضو مميز ::

#2
إضافة رد


يشاهدون الموضوع : 1 ( عضو0 زائر 1)
 

الانتقال السريع