Close Menu
الساعة الآن 01:29 AM

منتديات ياكويت.

للتسجيل إضغط هنا

الابحاث وتطوير الذات تاريخ, جغرافيا, علم اجتماع, سياسة, اقتصاد واعمال, علم نفس, قانون

أدوات الموضوع
إضافة رد

جومانا

:: عضو ألماسي ::

قصة ساعة المزرعة

بقلم : توماس كروفرود رسوم : عفت حسني





مع أول خيوط الفجر وقف الديك فوق السور، رافعا عرفه الأحمر بشموخ مطلقا صياحه في أجواء المزرعة مؤذنا ببداية يوم جديد، وتمطمطت حيوانات المزرعة بكسل ودمدمت البقرة بكبرياء: "يا لصوته القبيح! ".

وتذمر الخروف قائلا: انظروا إليه كم يتبختر في مشيته بخيلاء وكأنه قد أتى بالشمس بنفسه ! وهتف الحصان: كم أتمنى لو أستطيع النوم يوم الجمعة متأخراً ولو مرة واحدة، لكن هذا الديك السخيف وصياحه المزعج يحول دون ذلك !

وتابعت حيوانات المزرعة كل بدورها بالتعبير عن سخطها وارتفع صدى شكواها في أرجاء المزرعة، باستثناء المزارع ماهر فقد انطلق لأداء عمله بنشاط مدندنا أغنية حلوة.

أما الحيوانات فقد ظلت تتذمر طيلة النهار وتشكو تعبها تارة وقبح صوت الديك وكبريائه تارة أخرى.

وتناهت همسات الحيوانات إلى سمع الديك فأخفض رأسه بحزن وتساءل في نفسه قائلا: أهذا جزاء الإحسان؟ منذ سنين وأنا أوقظهم بصياحي كل صباح ليتمكنوا من أداء أعمالهم اليومية والآن يعيرونني بقبح صوتي! ثم هز رأسه وقال بصوت عال: سأجعلهم يندمون على تصرفهم هذا! واتجه إلى بيته الصغير غاضبا.

في صباح اليوم التالي، استيقظ الديك مع بزوغ ضوء النهار لكنه لم يصح كعادته ليوقظ أهل المزرعة بل ظل جالسا فوق السور يتأمل المزرعة الغارقة في النوم دون حراك.

مضى الوقت رتيبا، وظهرت الشمس وسط السماء، لكن الهدوء ظل مخيما على المزرعة، وأخيراً ارتفعت أصوات العجول ممزوجة بأصوات الخراف تطالب بالطعام ثم ارتفعت من بعدها أصوات حيوانات المزرعة كلها، لكن المزارع ماهر كان بمنأى عن أنظار الجميع.

ووقف الديك فوق السور يرقب ما يحدث ثم هز عرفه الأحمر قائلا: سيعلمون الآن مدى أهمية صياحي القبيح، وما أن قارب وقت الظهيرة حتى ظهر المزارع ماهر في ثياب نومه وهو يتثاءب ويفرك عينيه محاولا طرد النوم عنهما.

وهتف المزارع متعجبا: يا إلهي ماذا حل بي! لم يسبق لي التأخر في النوم هكذا قط! ثم أسرع للحاق بأعماله المتراكمة عليه لكن الأمور ازدادت سوءا في المزرعة مما أرهقه فعاد إلى سريره للنوم ثانية.

وفى تلك الليلة اجتمعت حيوانات المزرعة باستثناء الديك الذي وقف فوق تلة صغيرة يضحك من الجميع بصوت خافت، وهتف الحصان قائلا: إننا في ورطة كبيرة يا أصدقائي، وردت عليه البقرة قائلة: أصبت يا صديقى لا بد أن نجد بديلا عن الديك لإيقاظنا كل صباح.





وتساءل الحمار: ماذا عسانا أن نفعل ؟

فهتفت البقرة: ما رأيكم لو نتبادل الأدوار في إيقاظ أهل المزرعة، وهتف الجميع. فكرة رائعة.

في صباح اليوم التالي، استيقظ الحمار باكراً، ووقف فوق تلة صغيرة وأطلق نهيقه بأعلى ما بوسعه لكن نهيقه جاء منخفضا ولم يف بالحاجة وظل الجميع مستسلمين للنوم ولم يستيقظ المزارع ماهر إلا وقت الظهيرة.

وفي اليوم التالي، استيقظ الثور باكرا وملأ الجو بخواره لكن الحيوانات ظلت في سبات عميق ولم يستيقظ أحد إلا بعد الزوال، أما الحصان فلم يستيقظ البتة.

وهكذا أخفقت كل حيوانات المزرعة كل بدوره في إيقاظ أهل المزرعة، واجتمعت حيوانات المزرعة ثانية وحاول كل واحد منهم وضع اللوم على الآخر لكنهم كانوا يعرفون في قرارة أنفسهم سبب فشلهم في إيجاد بديل للديك، لقد كانت وظيفة إيقاظ أهل المزرعة مهمة الديك وكان هو الوحيد الذي يحسن صنع ذلك! وهتفت البقرة قائلة: علينا أن نذهب إلى الديك ونعتذر له عما بدر منا لعله يقبل العودة إلى مهمته وافق الجميع على اقتراح البقرة وأسرعوا نحو الديك يلتمسون الصفح منه، فرح الديك وقبل اعتذارهم بكل طيب خاطر، ومع أول خيوط الفجر اليوم التالي وقف الديك فوق السور بشموخ مطلقاً صياحه في أجواء المزرعة معلنا بداية يوم جديد، واستيقظت حيوانات المزرعة تستقبل النهار في همة ونشاط.

ومنذ ذلك اليوم وكلما علا صوت الديك موقظا أهل المزرعة هتفت الحيوانات بصوت واحد: يا له من صوت جميل!

أما المزارع ماهر فقد كان يسرع بارتداء ثيابه لإطعام الحيوانات والعمل في شئون المزرعة مردداً بصوت عال: يا له من نهار رائع!

اماني

:: عضو مميز ::

#2
إضافة رد


يشاهدون الموضوع : 1 ( عضو0 زائر 1)
 

الانتقال السريع