Close Menu
الساعة الآن 11:30 PM

منتديات ياكويت.

للتسجيل إضغط هنا

الابحاث وتطوير الذات تاريخ, جغرافيا, علم اجتماع, سياسة, اقتصاد واعمال, علم نفس, قانون

أدوات الموضوع
إضافة رد

جومانا

:: عضو ألماسي ::

قصة عسل الصبار




استيقظت النحلة صباح يوم ربيعي جميل مبكرة قبل بقية أفراد الخلية، انطلقت إلى الزهور القريبة، تخيرت أكبر زهرة وأجملها وحطت عليها، تأهبت أن تمد خرطومها الصغير المدبب في أوراق الزهرة الكبيرة لترشف من رحيقها الندى في هذا الصباح الباكر.

تمايلت الزهرة وارتعشت خوفا من الخرطوم الحاد وهمست بصوت لا يكاد يسمع: لماذا تؤلمينني أيتها النحلة الرقيقة في هذا الصباح الجميل؟.

ضحكت النحلة وقالت في نفسها: هذه الزهرة الكبيرة الندية تريد أن تبعدني عنها بأي وسيلة، تعرف الزهرة جيدا أنني أمتص رحيقها وأحوله إلى عسل نقي يحبه الناس كثيرا ويشفيهم ويمنحهم القوة والعافية، همت النحلة أن تمد خرطومها الحاد في أوراق الزهرة مرة ثانية ولكنها سمعت الزهرة الندية تهمس ثانية: أعرف أنك ستحولين رحيقي إلى عسل يأكله الناس، ولكن ماذا ستستفيدين أنت؟ هم يأكلون ويستمتعون أما أنا وأنت فنتألم ونتعب ولا نتذوق هذا العسل الجميل الذي تفرزينه، لماذا لا تجربين أنت وبقية النحل عصارة الحنظل والصبار؟ سيتذوقه الناس مرة ولن يأكلوا العسل مرة ثانية، بذلك تستريحون وأستريح، بعدها ستعرفين إلى أي حد خدمتك أنت وبقية الخلية، اعرضي هذا الأمر على بقية النحل والملكة.

سكتت النحلة قليلا ثم طارت عائدة للخلية، كان بقية النحل والملكة يتأهبون لمغادرة الخلية إلى الزهور القريبة، أخبرتهم النحلة عما قالته الزهرة وظلت تلح عليهم حتى اقتنعوا بما قالته وطاروا يبحثون عن الحنظل والصبار، مروا في طريقهم على الزهور القريبة.

تعب النحل كثيرا وطاروا مسافات طويلة قبل أن يصلوا إلى أطراف المدينة، رأوا الحنظل والصبار ونباتات أخرى بها أشواك حادة، حطوا على النبات ومدوا خراطيمهم القصيرة في النباتات الشائكة، ضايقهم طعمها الشديد المرارة ولكنهم تحملوا، طاروا مرة ثانية عائدين إلى الخلية أجهدهم الطيران الطويل، وفور وصولهم الخلية أفرزوا ما رشفوه من مرارة أقراصا كثيرة.

سطعت الشمس قوية وأقبل صاحب الخلية الذي كان يعتني بها وينظفها، رأى صاحب الخلية في هذا اليوم أقراصا كثيرة من العسل أكثر من كل يوم، فرك يديه سرورا بإنتاج نحله الوفير على غير العادة، تذوق قطعة من العسل، طعمها في فمه مرة مرارة الحنظل والصبار، بصقها على الفور وترك الخلية مسرعا يتعجب من هذا النوع العجيب من العسل، كان النحل مختبئا في الخلية يرقب ما يحدث، على البعد تراقصت الزهرة الندية ولوحت بإحدى أوراقها للنحلة فرحة بالانتصار، التف النحل حول النحلة الصغيرة يهنئها على فكرتها ما عدا الملكة فكانت بعيدا تفكر بعمق.






أقبل مروان ابن صاحب الخلية، كان طفلا جميلا ومعه عدد من أصدقائه الأطفال، أشار مروان إلى العسل وقال لزملائه: ستأكلون أشهى عسل تذوقتموه في حياتكم قال أحد أصحابه: هل أستأذنت من والدك حتى نأكل العسل يا مرران؟

- نعم، فعلت ذلك مساء أمس.

أقبل الأطفال بشهية مفتوحة على العسل اللذيذ كما قال لهم مروان، النحل في مكمنة يرقب الأطفال وهو يقول: أوف.. لن أنظف هذه الخلية بعد الآن.

وكذلك كانت الزهرة الندية.

لمست ألسنة الأطفال الصغيرة الرقيقة العسل، طعمه شديدة المرارة لم يستطيعوا تحمل نقطة واحدة منه، بصقوه على الفور، جروا مبتعدين عن عسل الحنظل والصبار والزهور وهم يقولون: لن نزور خلايا النحل بعد الآن.

نكست الزهرة الندية أورقها خجلا، هربت ألوانها الجميلة وصارت لا لون لها، تمنت أن تواربها الزهور بينها فلا يراها أحد.

كانت ملكة النحل قد فرغت من التفكير، أقبلت في وقار شديد ناحية النحلة الصغيرة في وسط النحل وأشارت إليها، أقبلت النحلة نحو الملكة التي كان الضيق الشديد باديا على وجهها، بادرتها الملكة قائلة: هل رأيت أثر مشورتك، والتي لا أدري كيف انسقنا إليها دون تفكير؟ الجميع سوف يهجروننا ولن يهتمون بنا لنكفر ما فعلنا. ولنعيد البسمة إلى وجوه هؤلاء الأطفال، دعونا نبحث عن أجمل الزهور ونرشف عنها ونفرز عسلاً أشهى من العسل الجميل الذي كنا نفرزه، أما أنت أيتها النحلة الصغيرة صاحبة المشورة الخاطئة فلن يستمع أحد أفراد الخلية إلى رأيك أبداً.

مشتاقه

:: عضو هام ::

#2
إضافة رد


يشاهدون الموضوع : 1 ( عضو0 زائر 1)
 

الانتقال السريع